مقدمة

تعتبر عمليات الإستنساخ البشري من أكثر المسائل التي أثيرت حول العالم في العقود الأخيرة. إنها تتضمن تكنولوجيا تمكن الإنسان من صنع نسخ مطابقة للبشر باستخدام خلايا وأنسجة بشرية. ورغم التطورات العلمية الكبيرة التي أحاطت بهذا المجال، فإن دولة الإمارات العربية المتحدة قد اتخذت إجراءات حازمة لمنع وتجريم هذه العمليات بغية الحفاظ على الفطرة البشرية والتوجيه وفقاً للقيم والمبادئ الإسلامية. 

مفهوم الإستنساخ البشري

الإستنساخ البشري هو عملية استنساخ الكائنات البشرية من خلال نقل المادة الوراثية لخلية إنسان إلى بويضة تم استخراج نواتها. تؤدي هذه العملية إلى ولادة جنين مشابه تمامًا للإنسان الذي تم أخذ نواته منه

التشريع الإماراتي لمنع الإستنساخ البشري

توليت دولة الإمارات اهتماماً بالغاً لمنع وتجريم عمليات الإستنساخ البشري نظراً للخطورة التي تمثلها على المجتمع والنوع البشري. تم تضمين نصوص قانونية صريحة تمنع هذه العمليات وتجريمها. وشاركت الإمارات في إعداد مشروع إتفاقية عربية لمنع الإستنساخ البشري في عام 2015.

أهداف منع الإستنساخ البشري

يهدف منع الإستنساخ البشري في التشريع الإماراتي إلى الحفاظ على النوع الإنساني ومنع ولادة أجنة مشوهة وغير صحيحة. كما يتعارض هذا النوع من الإستنساخ مع القيم والمبادئ الإسلامية التي تؤكد على الزوجية والتنوع في الإنسان 

اراء الخبراء 

أحمد صابر - رئيس قسم التقاضي 

أحمد صابر، رئيس قسم التقاضي، يعبر عن رأيه في هذا السياق قائلاً: "تشكل عمليات الإستنساخ البشري تحدياً كبيراً للقضاء والتشريع في الإمارات. من الضروري أن نمنع هذه العمليات بصرامة للحفاظ على الفطرة البشرية والالتزام بالأخلاقيات الإسلامية. يجب أن يظل الإنسان محوراً في كل تطور تكنولوجي، وعلينا أن نتخذ إجراءات قانونية صارمة لمنع أي تجاوز في هذا الصدد 

ندى الماوى - رئيس قسم الاستشارات 

تعبر ندى الماوى، رئيس قسم الاستشارات، عن وجهة نظرها قائلة: "نحن بحاجة إلى التوازن بين التقدم العلمي والحفاظ على القيم والأخلاقيات الإسلامية. الإمارات تسعى دائماً لتحقيق التقدم والابتكار، ولكن يجب أن نضع قوانين تحمي الإنسان وتنظم استخدام التكنولوجيا الحديثة. يمكننا أن نحقق التوازن بين العلم والأخلاق من خلال النقاش والتعاون بين السلطات القانونية والعلماء والجهات المعنية

الختام

تظهر تشريعات الإمارات الحكيمة فيما يتعلق بمنع الإستنساخ البشري توجيه دقيق نحو الحفاظ على الفطرة البشرية والالتزام بالقيم الإسلامية. إن الإجراءات الرامية لمنع هذه العمليات تمثل تأكيداً للقاعدة الإسلامية التي تقول "وأنه خلق الزوجين الذكر والأنثى من نطفة إذا تمنى"، وتؤكد على التنوع والزوجية في الإنسانية. تأتي هذه التشريعات كخطوة حاسمة في الحفاظ على الفطرة البشرية والقيم الإسلامية في دولة الإمارات